ملتقى الموحدين الاسلامي
أداب طالب العلم 10
مرحبا بك زائرنا الكريم .. ان ملتقى الموحدين الاسلامي ليسعد باستضافتك ، كما يتشرف بالتحاقك .. فلا تتردد
وكن حاملا من حملة لواء التوحيد ، وداعيا من دعاته .




.
ملتقى الموحدين الاسلامي
أداب طالب العلم 10
مرحبا بك زائرنا الكريم .. ان ملتقى الموحدين الاسلامي ليسعد باستضافتك ، كما يتشرف بالتحاقك .. فلا تتردد
وكن حاملا من حملة لواء التوحيد ، وداعيا من دعاته .




.
ملتقى الموحدين الاسلامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 أداب طالب العلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الزهراء
" مشرفة اقسام "
أداب طالب العلم Default5
الزهراء


عدد المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 07/09/2009

أداب طالب العلم Empty
مُساهمةموضوع: أداب طالب العلم   أداب طالب العلم I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 10, 2009 5:14 pm



بســــــــــم الله الرحمــــــن الرحيــــــم
أداب طالب العلم 0812091123211zOv
أداب طالب العلم

إن كثيرا من الأمور العظيمة تفسد من أجل اليسير من الأمور
و ان العلم الذى هو أول ما يعقد عليه الخنصر فى الدين و اليقين , ليفسده اضطراب التلقى لفقد الاداب من المتعلمين.

و بين يديكم جملة ما يلزم طالب العلم من آداب
اسأل الله أن ينفعنا به و المسلمين و أن يجعله حجة لنا لا علينا

(1) إخلاص النية لله فى طلب العلم

فى الحديث المتفق على صحته :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرىء ما نوى , فمن كانت هجرته الى الله و رسوله فهجرته الى الله و رسوله , و من كان هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه "
أخرجه البخارى فى أول صحيحه.

و قد تقرر فى الشرع ان الله لا يقبل من العبادات الا ما كان خالصا لوجهه الكريم . و العلم عبادة من العبادات و قربة من القرب , فان خلصت فيه النية قبل و زكى و نمت بركته , و ان قصد به غير وجه الله
تعالى حبط و ضاع و خسرت صفقته.

قال ابن القيم رحمه الله :
" كما أنه إله واحد لا إله سواه , فكذلك ينبغى ان تكون العبادة له وحده لا شريك له , فكما تفرّد بالألوهية يجب أن يفرّد بالعبودية , فالعمل الصالح هو الخالص من الرياء المقيّد بالسنة "

فعلى طالب العلم ان يحسن نيته فى طلبه

و حسن النية فى طلب العلم :

- أن يقصد به وجه الله تعالى , و العمل به
- احيــــــــاء الشريعة
- تنــــويــــــر قلـــبه
- تحلية باطنه
- القرب من الله تعالى يوم القيامة
- التعرّض لما اعد لأهله من رضوانه و عظيم فضله

قال سفيان الثورى - رحمه الله - : ما عالجت شيئا أشد علىّ من نيتى
و لا يقصد به الأغراض الدنيوية من تحصيل الرياسة و المال و الجاه , و مباهاة الأقران و تعظيم الناس له , و تصديره فى المجالس و نحو ذلك

و عن ابن عمر رضى الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم - :
" من طلب العلم ليباهى به العلماء , و يمارى به السفهاء , أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو فى النار "
رواه ابن ماجه و صححه الألبانى فى " صحيح الترغيب و الترهيب "

(2) تفريغ القلب للعلم

و ذلك يكون بقطع العلائق و تذليل العوائق

يقول ابن القيم -رحمه الله- :
و أما العوائق فهى أنواع المخالفات ظاهرها و باطنها , فانها تعوق القلب عن سيره الى الله , و تقطع عليه طريقه,
و هى 3 أمور :

- شرك
-بدعة
- معصية

فيزول عائق الشرك بتجريد التوحيد , و عائق البدعة بتحقيق السنة , و عائق المعصية بتصحيح التوبة.

و أما العلائق فهى كل ما تعلق به القلب دون الله و رسوله من ملاذ الدنيا , و شهواتها , و رياستها , و صحبة الناس , و التعلق بهم.

فعلى طالب العلم أن يكون عظيم الرغبة فى الآخرة و ما عند الله , شديد التعلق بالمطلب العلى و المقصد الأسنى , فان فى العلم شغلا عن متاع الحياة و زخرفها . و انها أيام قلائل.

قال أبو يوسف القاضى رحمه الله :
العلم شىء لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك , و أنت إذ تعطيه كلك من إعطائه البعض على غرر

و أهديت الى أبى بكر النبارى جارية , فلما دخلت عليه تفكّر فى استخراج مسألة فعزبت عنه ( أى بعدت ) , فقال : أخرجوها الى النخّاس ( بائع الرقيق ) , فقالت : هل لى من ذنب ؟!
قال : لا , الا أنقلبى اشتغل بك , و ما قدر مثلك أن يمنعنى من العلم

و قال الشافعى - رحمه الله- :
لا يطلب أحد هذا العلم بالملك و عز النفس فيفلح , و لكن من طلبه بذلّ النفس و ضيق العيش و خدمة العلماء أفلح

(3) الأخذ بالورع

و مدار الأمر على أخذ النفس بالورع فى كل حين و حال , و الورع من منازل السائرين الى الله تعالى .

يقول ابن القيّم - رحمه الله - :
" و قد جمع النبى (صلى الله عليه و سلم ) الورع كله فى كلمة واحدة : " من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه "

فهذا يعم الترك لما لا يعنى : من الكلام و النظر و الاستماع و البطش و المشى و الفكر و سائر الحركات الظاهرة و الباطنة , فهذه الكلمة كافية شافية فى الورع.
و قد حض على ذلك رسول الله - صلى الله عليه و سلم - فيما رواه عن الشيخان عن النعمان بن بشير - رضى الله عنهما - قال :
قال النبى - صلى الله عليه و سلم - " الحلال بيّن , و الحرام بيّن , و بينهما امور مشتبهة , فمن ترك ما شبّه عليه من الإثم كان لما استبان أترك , و من اجترأ على ما يشك فيه من الإثم أوشك أن يواقع ما
استبان , و المعاصى حمى الله, من يرتع حول الحمى يوشك أن يواقعه "
متفق عليه و اللفظ للبخارى .

قال البغوى - رحمه الله - هذا الحديث أصل فى الورع , و هو أن ما اشتبه على الرجل أمره فى التحليل و التحريم , و لا يعرف له أصل متقدم , فالورع أن يجتنبه و يتركه , فانه اذا لم يجتنبه , و استمر عليه و
اعتاده جرّه ذلك الى الوقوع فى الحرام ,

و جملة الشبه العارضة فى الأمور قسمان :
أحدهما :
ما لا يعرف له أصل فى تحليل و لا تحريم , فالورع تركه
و الثانى :
أن يكون له أصل فى التحليل أو التحريم , فعليه التمسك بالأصل و لا ينزل عنه الا بيقين علم .

و ذلك مثل : الرجل يتطهر للصلاة ثم يشك فى الحدث , فانه يصلى ما لم يعلم الحدث يقينا .
و كذلك الماء يجده فى الفلاة يشك فى نجاسته , فهو على الأصل من الطهارة , فعليه التمسك به حتى لا يقع فى الوسواس .

فعلى طالب العلم أن يأخذ نفسه بالورع فى جميع شأنه , و يتحرى الحلال فى طعامه و شرابه و لباسه و مسكنه , و فى جميع ما يحتاج اليه هو و عياله , ليستنير قلبه و يصلح لقبول العلم و نوره و النفع به .

و يقتدى بمن سلف من العلماء الصالحين فى التورع عن كثير ممن كانوا يفتون بجوازه , و أحق من اقتدى به فى ذلك نبينا محمد - صلى الله عليه و سلم - اذ مر بتمرة مسقوطة فقال " لولا أن تكون صدقة لأكلتها " و
اللفظ للبخارى

و لأن أهل العلم يقتدى بهم و يؤخذ عنهم , فاذا لم يستعملوا الورع فمن يستعمله ؟؟؟
(4) أكل القدر اليسير من الحلال

قال ابن جماعة - رحمه الله - : " من أعظم الأسباب المعينة على الاشتغال و الفهم و عدم الملال : أكل القدر اليسير من الحلال.

قال الشافعى - رحمه الله - : ما شبعت منذ ست عشرة سنة , و سبب ذلك أن كثرة الأكل جالبة لكثرة الشرب , و كثرته جالبة لنوم و البلادة و قصور الذهن و فتور الحواس و كسل الجسم , هذا مع ما فيه من الكراهية
الشرعية , و التعرض لخطر الأسقام البدنية , كما قيل :
فإن الداء أكثر ما تراه يكون من الطعام أو الشراب

و قال ابن قدامة - رحمه الله - :
" شهوة البطن من أعظم المهلكات , و بها أخرج آدم عليه السلام من الجنة , و من شهوة البطن تحدث شهوة الفرج و الرغبة فى المال , و يتبع ذلك آفات كثيرة كلها من بطر الشبع .

و قال عقبة الراسبى :
دخلت على الحسن و هو يتغدّى , فقال : هلمّ , فقلت : أكلت حتى لا أستطيع , فقال : سبحان الله , أو يأكل المسلم حتى لا يستطيع أن يأكل ؟؟؟!!!!!!!!

و مقام العدل فى الأكل رفع اليدين مع بقاء شىء من الشهوة , فالأكل فى مقام العدل يصح البدن و ينفى المرض , و ذلك أن لا يتناول الطعام حتى يشتهيه ....ثم يرفع يده و هو يشتهيه.

(5) ترك العشرة ما أمكن و اختيار الصاحب و الرفيق

تنازع الناس قديما في مسألة الخلطة و العزلة , فاختار قوم جانب الخلطة مطلقا و رجّحوه , و اختار قوم جانب العزلة مطلقا و رجّحوه .

و حسم شيخالإسلام ابن تيمية –رحمه الله – الأمر و فصل في النزاع فقال : هذه المسألة و إن كان الناس يتنازعون فيها , إما نزاعا كليا و إما حاليا . فحقيقة الأمر أن الخلطة تارة تكون واجبة أو مستحبة و
الشخص الواحد قد يكون مأمورا بالمخالطة تارة و بالانفراد تارة .

و جماع ذلك :

أن المخالطة : إن كان فيها تعاون على الإثم و العدوان فهي منهي عنها .
فالاختلاط بالمسلمين في جنس العبادات , كالصلوات الخمس و الجمعة و العيدين و صلاة الكسوف و الاستسقاء و نحو ذلك , هو مما أمر الله به رسوله – صلى الله عليه و سلم –

و كذلك الاختلاط بهم في الحج و في غزو الكفار و الخوارج المارقين , و إن كان أئمة ذلك فجّارا , و إن كان في تلك الجماعات فجّار, و كذلك الاجتماع الذي يزداد العبد به إيمانا : إما لانتفاعه به و إما
لنفعه له , و نحو ذلك .

و لابد للعبد من أوقات ينفرد بها بنفسه في دعائه و ذكره و صلاته و تفكره و محاسبة نفسه و إصلاح قلبه و ما يختص به من الأمور التي لا يشركه فيها غيره , فهذه يحتاج فيها إلى انفراده بنفسه , إما في بيته
كما قال طاوس : " نعم صومعة الرجل بيته , يكفّ فيها بصره و لسانه " , و إما في غير بيته .

و قد كان الأئمة رحمهم الله يخالطون الناس و يعلمونهم و هم في ذات الوقت احرص الناس على أزمانهم أن تضيع هدرا أو تذهب سدى .

فالعشرة و المخالطة لا تكون لميت القلب ...فهو قاطع الطريق , و إنما تكون لمن يزيد حاله في حالك و عمله في عملك .

قال ابن القيّم – رحمه الله - : " و اعلم أن الحسرة كل الحسرة الاشتغال بمن لا يجر عليك الاشتغال به إلا فوت نصيبك و حظك من الله عز وجل , و انقطاعه عنك , و ضياع وقتك عليك , و ضعف عزيمتك , و تفرّق
همّك .

فإذا بليت بهذا- و لابد لك منه – فعامل الله تعالى فيه و احتسب عليه ما أمكنك , و تقرب إلى الله بمرضاته فيه , و اجعل اجتماعك به متجرا لك لا تجعله خسارة , و كن معه كرجل سائر في طريقه عرض له رجل وقفه
عن سيره , فاجتهد أن تأخذه معك و تسير به فتحمله و لا يحملك , فإن أبى و لم يكن في سيره مطمع فلا تقف معه و دعه و لا تلتفت إليه فانه قاطع الطريق و لو كان من كان , فانج بقلبك , و ضنّ بيومك و ليلتك ,
لا تغرب عليك الشمس قبل وصول المنزلة فتؤخذ ."

و قال ابن قدامة - رحمه الله - تعالى :
" و اعلم أنه لا يصلح للصحبة كل أحد , و لابد أن يتميز المصحوب بصفات و خصال يرغب بسببها فى صحبته .

و ينبغى أن تكون فيمن تؤثر صحبته خمس خصال :

أن يكون عاقلا , حسن الخلق , غير فاسق , و لا مبتدع , و لا حريص على الدنيا.

# أما العقل : فهو رأس المال , و لا خير فى صحبة الأحمق , لأنه يريد أن ينفعك فيضرك , و نعنى بالعاقل الذى يفهم الأمور على ما هى عليه , إما بنفسه و أما ان يكون بحيث اذا أفهم ( بضم الهمزة و كسر
الهاء )فهم

# و اما حسن الخلق - فلا بد منه . إذ رب عاقل يغلبه غضب أو شهوة فيطيع هواه فلا خير فى صحبته .

# و أما الفاسق : فإنه لا يخاف الله , و من لا يخاف الله تعالى لا تؤمن غائلته و لا يوثق به .

# و أما المبتدع : فيخاف من صحبته بسراية بدعته .
قال يحيى بن معاذ : بئس الصديق تحتاج أن تقول له :
اذكرنى فى طعائك , و أن تعيش معه بالمداراة , أو تحتاج أن تعتذر إليه.


فعلى طالب العلم أن يحرص على اجتناب من لا تلزمه خلطته شرعا حتى يحفظ زمانه , و يرعى قلبه , و عليه أن يختار الشريك الذى يعينه على أمر دينه و آخرته ,

و فد قال الخوارزمى :
لا تصحب الكسلان فى حالاته كم صالح بفساد آخر يفسد

( 6) اختيار العلم و الشيخ


قال ابن القيّم - رحمه الله - :
" ان شرف العلم تابع لشرف معلومه , لوثوق النفس بأدلة وجوده و براهينه , و لشدة الحاجة الى معرفته و عظم النفع بها , و لا ريب أن أجلّ معلوم و أعظمه و أكبره فهو الله الذى لا اله الا هو رب العالمين , و
قيوم السماوات و الأرضين , الملك الحق المبين , الموصوف بالكمال كله , المنزه عن كل عيب و نقص , و عن كل تمثيل و تشبيه فى كماله.

و لا ريب أن العلم بالله و بأسمائه و صفاته و أفعاله أجلّ العلوم و أفضلها , و نسبته الى سائر العلوم كنسبة معلومه الى سائر المعلومات ,

و كما ان العلم به أجلّ العلوم و أشرفها , فهو أصلها كلها كما ان كل موجود فهو مستند فى وجوده الى الملك الحق المبين ومفتقر اليه فى تحقيق ذاته , و كل علم فهو تابع للعلم به مفتقر فى تحقق ذاته اليه

فالعلم به أصل كل علم كما انه سبحانه رب كل شىء و مليكه و موجده.

العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أولو العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول و بين رأى فلان

و رحم الله الامام الشافعى اذ يقول :
كل العلوم سوى القرآن مشغلة الا الحديث و الا الفقه فى الدين
العلم ما كان فيه قال حدّثنا و ما سوى ذاك وسواس الشياطين

فهذا عن اختيار العلم

اما عن اختيار الشيخ......

و على طالب العلم أن يجتهد فى اختيار الشيخ " فينبغى أن يختار الأعلم و الأورع و الأسنّ كما اختار أبو حنيفة رحمه الله تعالى حمّاد بن سليمان رحمه الله , بعد التأمل و التفكر , قال : : وجدته شيخا وقورا
حليما صبورا , و قال : " ثبتّ عند حمّاد بن سليمان فنبتّ "

و قد أخرج مسلم رحمه الله فى مقدمة صحيحه بسنده عن محمد بن سيرين قال :
" إن هذا العلم دين , فانظروا عمّن تأخذون دينكم "

و قال ابن جماعة رحمه الله :
" ينبغى للطالب أن يقدم النظر , و يستخير الله فيمن يأخذ العلم عنه , و يكتسب حسن الأخلاق و الآداب منه , و ليكن إن أمكن ممن كملت أهليته و تحققت شفقته , و ظهرت مروءته و عرفت عفته , و اشتهرت
صيانته , و كان احسن تعليما و أجود تفهيما , و لا يرغب الطالب فى زيادة العلم مع نقص فى ورع أو دين أو عدم خلق جميل .


و ليجتهد أن يكون الشيخ ممن له على العلوم الشرعية تمام الاطلاع , و له مع من يوثق به من مشايخ عصره كثرة بحث و طول اجتماع , لا ممن أخذ من بطون الأوراق , و لم يعرف بصحبة المشايخ
الحذّاق


قال الشافعى رضى الله عنه :
و من تفقه من بطون الكتب ضيّع الأحكام و كان بعضهم يقول :
من أعظم البليّة تشيّخ الصحيفة , أى الذين تعلموا من الصحف "
و أخرج الخطيب رحمه الله بسنده عن مغيرة عن ابراهيم قال :
" كانوا اذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه , نظروا الى سمته, و الى صلاته , و الى حاله , ثم يأخذون عنه "


و عن الثورىّ قال : " من سمع من مبتدع لم ينفعه الله بماسمع , و من صافحه فقد نقض الاسلام عروة عروة "

و عن مالك بن أنس قال :
لا يؤخذ العلم من أربعة , و يؤخذ ممن سوى ذلك :
- لا تأخذ من سفيه معلن بالسفه و ان كان أروى الناس
- و لا تأخذ من كذاب يكذب فى أحاديث الناس , إذا جرب ذلك عليه , و ان كان لا يتهم أن يكذب على رسول الله - صلى الله عليه و سلم -
- و لا من صاحب هوى يدعو الناس الى هواه
- و لا من شيخ له فضل و عبادة , اذا كان لا يعرف ما يحدِّث


(7) التزام الأدب التام مع شيخه و قدوته

و قد كان السلف رضى الله عنهم يعظّمون من يتعلمون منهم تعظيما شديدا , و آثارهم فى ذلك شاهدة على آدابهم فى مجالس التعليم , و على توقيرهم لمعلّميهم .

و قد أخرج الخطيب -رحمه الله- كثيرا من تلك الآثار فساق بسنده :
" عن مغيرة, قال : كنّا نهاب إبراهيم النخعى كما يهاب الأمير "

و عن أيوب قال : كان الرجل يجلس الى الحسن ثلاث سنين , فلا يسأله عن شىء هيبة له .

و عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمى قال :
ما كان انسان يجترىء على سعيد بن المسِّيب يسأله عن شىء ...حتى يستأذنه كما يستأذن الأمير

فعلى طالب العلم أن ينقاد لشيخه فى أموره و لا يخرج عن رأيه و تدبيره, بل يكون معه كالمريض مع الطبيب الماهر , فيشاوره فيما يقصده , و يتحرى رضاه فيما يتعمده , و يبالغ فى حرمته , و يتقرب الى الله
تعالى بخدمته , و يعلم أن ذله لشيخه عز , و خضوعه له فخر و تواضعه له رفعة .

و على طالب العلم أن ينظر شيخه بعين الاجلال , فإن ذلك أقرب الى نفعه به , و كان بعض السلف اذا ذهب الى شيخه تصدّق بشىء , و قال :
اللهم استر عيب شيخى عنى , و لا تذهب بركة علمه منى

و قال الشافعى - رحمه الله - : كنت أصفح الورقة بين يدى مالك - رحمه الله - صفحا رقيقا هيبة له لئلا يسمع وقعها .

و قال الخطيب :" يقول : أيها العالم , أيها الحافظ , و نحو ذلك : ما تقولون فى كذا ؟ و ما رأيكم فى كذا؟ و شبه ذلك ...و لا يسميه فى غيبته أيضا باسمه , الا مقرونا بما يشعر بتعظيمه , كقوله : قال الشيخ
, أو الأستاذ , أو قال شيخنا : كذا.

و عليه أن يعرف للشيخ حقه , و لا ينسى فضله , و أن يعظِّم حرمته , و يردّ غيبته , و يغضب لها . فإن عجز عن ذلك قام و فارق ذلك المجلس .

و ينبغى أن يدعو للشيخ مدة حياته , و يرعى ذريته و أقاربه و أودّاءه بعد وفاته , و يتعمد زيارة قبره و الاستغفار له و الصدقة عنه , و يسلك فى السمت و الهدى مسلكه , و يراعى فى العلم و الدين عادته , و
يقتدى بحركاته و سكناته فى عاداته و عباداته , و يتأدب بأدابه , و لا يدع الاقتداء به "
قال ابن جماعة - رحمه الله - :
" على طالب العلم أن يصبر على جفوة تصدر من شيخه أو سوء خلق , و لا يصده ذلك عن ملازمته , و يتأول أفعاله التى يظهر أن الصواب خلافها على أحسن تأويل , و يبدأ هو عند جفوة شيخه بالاعتذار , و
التوبة مما وقع و الاستغفار ,و ينسب الموجب اليه و يجعل العتب عليه , فان ذلك أبقى لمودة شيخه , و احفظ لقلبه , و أنفع للطالب فى دنياه و آخرته


و عن بعض السلف : من لم يصبر على ذل التعليم بقى عمره فى عماية الجهالة , و من صبر عليه آل امره الى عز الدنيا و الآخرة .

و عن ابن عباس رضى الله عنه قال : ذللت طالبا فعززت مطلوبا "

و قال الشافعى رحمه الله :
اصبر على مر الجفا من معلم فان رسوب العلم فى نفراته
و من لم يذق مّر التعلم ساعة تجرع ذل الجهل طول حياته
و من فاته التعليم وقت شبابه فكبِّر عليه أربعا لوفاته

و ليحذر طالب العلم أشد الحذر أن يمارى أستاذه , فان المراء شر كله , و هو مع شيخه و قدوته أقبح , و أبعده من الخير , و أوغل فى الشر , و هو سبب للحرمان من كثير من الخير .

فعن ميمون بن مهران - رحمه الله - قال : لا تمار من هو أعلم منك , فاذا فعلت خزن عنك علمه , و لم تضره شيئا
أداب طالب العلم Flower27

أختكم /أم عبد الرحمن



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أداب طالب العلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سلسلة طالب العلم ..(الجزء 2)
» أداب الأخوة والصحبة ..أبي سعيد الجزائري
» سلسلة طالــب العلـــم ..( أجزاء )
» لماذايزهد طلاب العلم في بعضهم بعضا؟!! وكيف نعصم أنفسنا من بعض الأمراض التي أضرت بالدعوة السلفية.
» أهمية العلم في دين الإنسان..الشيخ أل الشيخ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الموحدين الاسلامي  :: ** مجلس الطلب ** :: منتدى أخلاق طالب العلم-
انتقل الى: