رجل صالح يُشار له بالبنان صلاحاً ودعوة ...
نراه يكد ويلهث ... بل ... ويكذب ويزور لأجل مناصب الدنيا ....
عشنا ...
وتمر الأيام .. يوماً تلو يوم ...
نرى ونعيش من الصدمات بأشخاص كانوا على الطاعة...
وإذا بهم يتساقطون ... ويتهاوون في مستنقعات الخطايا والمعاصي والذنوب ...
يالله ... رحماك ربنا رحماك ...
المتساقطون كثيرون ...
والقصص والمواقف أكثر وأكثر ....
نتعجب ... ويعتصر القلب ألماً ونخاف ونقلق أن يصيبنا ما أصابهم ...
يجول في الخاطر هذا الهم العظيم ...
أمر جلل ... ونقطة تحول في حياة الكثيرين ...
حتى سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم خافه وملأ همه قلبه ...فصار جل دعائه عنه ... ((
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ))
ويزداد الألم ... ويزداد الخوف على ديننا ...
رعباً وهلعاً أن نفقد أفضل ما في الوجود ...
عندما نرى أشخاصاً عاشوا في زمن فاضل ومجالس علم ...
ثم إنقلب حالهم رأساً على عقب ...
فهذا ((
واصل بن عطاء ))..
كان تلميذاً في زمن فتنة عند عالم تتدفق الحكمة من فيه ...
عالم تقي نقي .. ولا نزكي على الله أحد ... ((
الحسن البصري )) رحمه الله .
كان في حلقات تحفها الملائكة وتغشاها السكينة ...
وبعد هذه الحلقات يخرج واصل وينعزل عن مجلس الحسن ويسقط ويكون بؤرة مذهب ضال ، وصل بهم الحال أن قدح هو ومن إتبعه في ذات الله عز وجل .. تعالى الله عما يقولون علوا كثيراً .
ثم نزداد خوفاً على الثبات ويزداد دعاؤنا ونزداد بمعرفة أهميته عندما نرجع لحياة الصحابة رضوان الله عليهم الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ((
خير الناس قرني ثم الذين يلونهم )) ...
نتأمل حال المرتدين وكيف ارتدوا عن دينهم وقاتلهم أبو بكر رضي الله عنه رغم أنهم كانوا على استقامة ظاهرة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ...
فهل نأمن الثبات بعدهم ...؟؟؟
ثم لو زللنا – معاذ الله – هل نأمن العودة للطريق المستقيم كما عادوا ...؟؟؟
أحبتي ...
هي بعض نقاط نعرضها ...
علها بعد توفيق الله تعيننا على الثبات :-
الإخلاص لله عز وجل :
يجب على من طلب الثبات على الأمر أن يخلص في جميع أعماله فلا يرجو بها إلا الله وحده ... ولا يطلب من غير الله ثواباً ((
يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة )) .
الدعاء :
إن الالتجاء إلى الله تعالى والتضرع إليه من أعظم أسباب الثبات فقد كان اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما أوردت ذلك أم سلمة رضي الله عنها : ((
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )) .
طلب العلم :إن معرفة الطريق من أعظم أسباب الثبات عليه ، ولذلك كان طلب العلم من أفضل القربات ومن سلكه فقد وضع قدمه على الطريق الصحيح .
الإقبال على القرآن :
إستمسك بحبل الله معتصماً ***** فهو الركن إن خانت أركان
((
يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام )) تلاوة وحفظاً وعملاً ودعوة .
التقوى :