ملتقى الموحدين الاسلامي
البعد عن الشحناء و سلامة الصدر لأهل الإسلام 10
مرحبا بك زائرنا الكريم .. ان ملتقى الموحدين الاسلامي ليسعد باستضافتك ، كما يتشرف بالتحاقك .. فلا تتردد
وكن حاملا من حملة لواء التوحيد ، وداعيا من دعاته .




.
ملتقى الموحدين الاسلامي
البعد عن الشحناء و سلامة الصدر لأهل الإسلام 10
مرحبا بك زائرنا الكريم .. ان ملتقى الموحدين الاسلامي ليسعد باستضافتك ، كما يتشرف بالتحاقك .. فلا تتردد
وكن حاملا من حملة لواء التوحيد ، وداعيا من دعاته .




.
ملتقى الموحدين الاسلامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 البعد عن الشحناء و سلامة الصدر لأهل الإسلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبو أيمن الجزائري
*مشرف رئيس*
*مشرف رئيس*



عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 14/09/2009
العمر : 53
الموقع : الاسلامية

البعد عن الشحناء و سلامة الصدر لأهل الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: البعد عن الشحناء و سلامة الصدر لأهل الإسلام   البعد عن الشحناء و سلامة الصدر لأهل الإسلام I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 01, 2009 8:50 pm


بسم الله الرحمن الرحيم
- إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران/102]
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء/1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾. [الأحزاب/70، 71]
أما بعد، فان أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمّد، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
- يقول عليه السّلام :‘‘ إنّ لله خزائن الخير و الشّر مفاتيحها بيد الرّجال فطوبى لمن جعله الله مفاتحا للخير مغلاقا للشّر وويل لمن جعله الله مفتاحا للشّر مغلاقا للخير وسئل النّبيّ صلى الله عليه و سلم عن أيّ النّاس أفضل فقال: صدوق اللّسان مخموم القلب قيل:‘‘صدوق اللّسان عرفناه فما مخموم القلب فقال: التّقي النّقي الّذي لا إثم فيه و لا غلّ و لا بغض و لا حسد.‘‘
- فنحن جميعا بحاجة إلى أن نستعمل و نستخدم أنفسنا فيما يرضي الله عزّ و جلّ ما استطعنا إلى ذلك سبيلا فينبغي علينا أن نحسّن علاقتنا بخالقنا بالتّوبة والاستغفار والإنابة إليه ولعلّ من أنفع الأسباب التي تعيننا على تحقيق ذلك الاجتماع والائتلاف، فنحن مأمورين بأن نسعى في إصلاح ذات بيننا كما قال سبحانه:‘‘ و أصلحوا ذات بينكم.‘‘ فإنّ القلب ليحزن ويعظم الأسى والتحسّر على ما يحدث بين كثير من الإخوان من الانشقاق والتدابر والتقاطع والله المستعان ولا حول ولا قوة إلاّ بالله. لكن التحسّر وحده لا يكفي.
فما يفيد تحسري إن لم يكن ******** عزمي بدربي النّور و التقوى جدير
- فقد حان الوقت بأن نفتح صفحة جديدة عنوانها العفو و الصفح والتسّامح والتنازل عن الحقوق من أجل الاجتماع خاصة و نحن ننتسب إلى الفرقة النّاجية والتي من أعظم أصولها لزوم الجماعة فمن تخلى عن الجماعة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه.‘‘المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ويقيمون الصّلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله أولئك إنّ الله عزيز حكيم.‘‘
- وينبغي أن تكون الجماعة أمرا تطبيقيا و نموذجا واقعيا ليست مجرد أقوال وأوراد نرددها، فالشّريعة جاءت وفي مقاصدها تحقيق الأخوة بين المؤمنين وإيجاد المحبّة الحقيقية بين عباد الله في أرضه والله جلاّ وعلا يقول:‘‘إنّما المؤمنون إخوة.‘‘ والنبيّ صلى الله عليه وسلّم يقول:‘‘وكونوا عباد الله إخوانا.‘‘ فالشّريعة جاءت بأحكام الأخوة وذلك من أجل خدمة الهدف الأسمى ألا وهو تحقيق العبودية لله سبحانه ليكون النّاس متعاونين على البرّ و التقوى متحابين في الله سبحانه، يقول عليه الصّلاة والسّلام:‘‘المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا.‘‘ويصوّر لنا المجتمع الإسلامي بقوله:‘‘مثل المؤمنين في توادّهم و تراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى له عضو تداعى له سائر الجسد بالصّهر والحمّى.‘‘ فينبغي أن تنظر إلى إخوانك على أنّهم إخوة لك، تحبّ لهم ما تحبّ لنفسك، لهذا جاءت الشّريعة ومن مقاصدها العليا أن يجتمع النّاس وتأتلف قلوبهم على المنهج الحق كما جمع الله على يدي رسوله الكريم عليه الصّلاة والسّلام بين المهاجرين والأنصار، بين الأوس والخزرج، ومن أجل هذا تأتي التوجيهات الإسلامية أنّه من مقاصد هذا الدّين أن تجتمع القلوب والأعمال والأقوال على منهج الحق و الإعتصام بالوحدة الإسلامية ‘‘واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا.‘‘ فكان كلّ طريق أو سبيل إلى تفرّق و شتات مضاد لمقاصد دين محمّد صلى الله عليه وسّلم، فإن نظرت إلى الصّلاة و مشروعيتها، إن نظرت إلى الحج وأهدافه، إن نظرت إلى رمضان و كيفية صيامه و قيامه في وقت واحد، إن نظرت إلى كثير من جزئيات الشّريعة وجدتها تريد أن تحقّق هذا المقصد وهو الإجتماع و الإئتلاف. ولهذا فهم الصّحابة رضي الله عنهم هذا الدّين فلم يرد بينهم اختلاف وشقاق والصّور والوقائع التي تدلّ على هذا كثيرة يكفينا في هذا المقام قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:‘‘ الخلاف شرّ.‘‘
- إنّ الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه المهاجرين والأنصار ثمّ أثنى على طائفة من المؤمنين بقوله:‘‘والّذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الّذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاّ للّذين أمنوا ربّنا إنّك غفور رحيم.‘‘
- معاشر الإخوان إنّ للتّشاحن والتباغض أسبابا تعكّر صفاء القلوب وتملؤها حقدا وغلاّ على المسلم أن يحذر منها ليسلم قلبه وتزكو نفسه ومن هذه الأسباب:
1)إغواء الشيطان : كما قال سبحانه ‘‘وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إنّ الشّيطان ينزغ بينهم إنّ الشّيطان كان للإنسان عدوّ مبين.‘‘ يقول عليه الصّلاة والسّلام :‘‘إنّ الشّيطان قد أبس أن يعبده المصلّون في جزيرة العرب ولكن في التّحريش بينهم.‘‘ رواه مسلم. فتأمّل فيمن ظلمته من إخوانك و تعدّيت على ماله أو عرضه أو بدنه من الّذي أغرّك حتى عاديت أخوك المسلم الّّذي أوجب الله محبّته وموالاته إنّه الشّيطان الرّجيم أعاذنا الله من نزغاته.
2)الغضب: فإنّه مدخل عظيم من مداخل الشّيطان قال ابن رجب رحمه الله :‘‘مدح الله من يغفر عند غضبه فقال:‘‘وإذا ما غضبوا هم يغفرون.‘‘ لأنّ الغضب يحمل صاحبه أن يقول غير الحق ويفعل غير العدل وعند ذلك تتنافر القلوب و تقع الشّحناء بين أهل الإسلام.‘‘ انتهى
3)ظنّ السّوء بالمسلم : يقول سبحانه:‘‘ واجتنبوا كثيرا من الظنّ إنّ بعض الظّن إثم.‘‘ و قال عليه الصّلاة والسّلام:‘‘إيّاكم والظّن فإنّ الظّن أكذب الحديث.‘‘ ولا تصدر الظّنون السّيئة إلاّ من قلوب لا تخلو من الذّنوب والسّيئات فتطلب لغيرها العثرات كما قيل:
إذا ما ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدّق ما تعتاده من توهّم
وعاد محبيه بقول عداته وأصبح في شك من الّليل مظلم
- لذا على المسلم أن يحسن ظنّه بإخوانه كما يحب أن يكون ظنّهم به حسنا.
4)المراء والجدال : قال الإمام الأجّري رحمه الله:‘‘وعند الحكماء أنّ المراء أكثره يغيّر قلوب الإخوان ويورث الفرقة بعد الألفة والوحشة بعد الأنس.‘‘ وقال الإمام مالك رحمه الله:‘‘ المراء يقصّي القلوب ويورث الضغائن.‘‘ وقال بعض السلف:‘‘ إذا أراد الله بعبد خيرا فتح له باب العمل وأغلق عليه باب الجدل وإذا أراد الله بعبد شرّا فتح له باب الجدل وأغلق عليه باب العمل. ولمّا سمع الحسن البصري رحمه الله قوما يتجادلون قال:‘‘ هؤلاء ملّوا العبادة و خفّ عليهم القول وقلّ ورعهم فتكلّموا.‘‘
5)البغي عند الإختلاف في المسائل التي يجوز فيها الإختلاف: فإنّ السّلف لم يكن يداخل قلوبهم شيئا من الغلّ أو البغض لأحد من إخوانهم بمجرّد مخالفته، لهم كان الإمام أحمد رحمه الله يذكر إسحاق بن رهويه فيمدحه ويثني عليه ويقول:‘‘لم يعبر جسر خرسان مثل إسحاق وإن كان يخالفنا في أشياء فإنّ النّاس لم يزل يخالف بعضهم بعضا.‘‘
6)كثرة المزاح: فإنّ الشيء إذا زاد عن حدّه انقلب إلى ضدّه قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: ‘‘إيّاكم وكثرة المزاح فإنّه يورث الضغينة ويجرّ إلى القبيح.‘‘و قيل:‘‘ لكل شيء بذور و بذور العداوة المزاح.‘‘
7)المعصية: فما نزل بلاء إلاّ بذنب وما رفع إلاّ بتوبة قال بعض السلف:‘‘ إنّي لأعصى الله وأرى ذلك في خلق دابتي أو امرأتي.‘‘
البعد عن الشحناء و سلامة الصدر لأهل الإسلام Icon_coolالحسد : لأنّ الحاسد يكره أوّلا فضل الله على غيره ثمّ ينتقل إلى بغض ذلك المنعم عليه، وأقبح أنواع الحسد ما يكون بين المنتسبين إلى العلم و الدعوة قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله :‘‘قد يبتلى بعض المنتسبين إلى العلم بنوع من الحسد لمن هداه الله لعلم نافع أو عمل صالح، وهو خلق ذميم مطلقا وهو في هذا الموضع من أخلاق المغضوب عليهم.‘‘ انتهى. وليس من الحسد الرّد على المخالف لمنهج السّلف بل هو من النّصيحة وحب الخير للمنصوح له وأتباعه. وأمّا الحسد بين الأصحاب والأقارب في عمل أو تجارة فحدّث ولا حرج نتج عنه الغيبة و البغض و الطعن.
التنافس على الدنيا والرّياسة على الجاه: فكم نتح عن ذلك من تحاسد و ضغينة و بغضاء قال الإمام الشافعي رحمه الله في الدنيا :
وما هي إلاّ جيفة مستحيلة عليها كلاب همهنّ اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها وإن تجتذبها نازعتك كلابها
- ومن علامة حب والجاه والرّياسة كراهة الرّجل تصدّر غيره في الخير والسنّة والعلم وانطلاق الألسنة بالثناء عليه وفي هذا مشابهة لليهود الّذين ذمّهم الله بقوله:‘‘أم يحسدون النّاس على ما أتاهم الله من فضله.‘‘
9)النّميمة: فكم مزّقت من محبة، وكم فرّقت من قرابة، وكم أوقعت من فتنة، فأبغضت القلوب وغيّرت الصدور يقول عليه الصلاة والسّلام :‘‘لا يدخل الجنّة قتّات.‘‘ أي النمّام. والنّميمة هي نقل الكلام بغرض الإفساد وأمّا الشّهادة على الباغي ببغيه عند الحاجة فهي من باب قول النبيّ صلى الله عليه وسلّم:‘‘انصر أخاك ظالما أو مظلوما.‘‘
10)إختلاف الصّفوف في الصّلاة : فعن النعمان بن البشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلّم يقول :‘‘ لتسونّ صفوفكم أولا يخالفنّ الله بين وجوهكم.‘‘ قال الإمام النووي رحمه الله: ‘‘ والأظهر أنّ معناه يوقع بينكم العداوة والبغضاء واختلاف القلوب كما يقال : تغيّر وجه فلان عنّي أي ظهرت منه كراهة لي.‘‘
11)إتّباع الهوى: فإنّه مظنّة الظلم والبغي قال الله تعالى:‘‘فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتّقوى.‘‘ قال ابن رجب رحمه الله :‘‘ لمّا كثر اختلاف النّاس في مسائل الدّين و كثر تفرّقهم كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم وكلّ منهم يظهر أنّه يبغض لله وقد يكون في نفس الأمر معذورا وقد لا يكون معذورا بل يكون متبعا لهواه مقصرا في معرفة ما يبغض عليه.‘‘
12)البدعة: وذلك أنّ صاحب البدعة ينتصر لبدعته والسنّة لابّد من طائفة تبيّنها وتنصر لها وبذلك تنقسم الأمّة شيعا وأحزابا بسبب البدعة وأهلها قال أبو العالية:‘‘ عليكم بسنّة نبيّكم صلى الله عليه وسلّم والّذي كان عليه أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم وإيّاكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناّس العداوة و البغضاء.‘‘ قال صاحب الإبانة: ‘‘إنّ أهل البدع خرجوا من اجتماع إلى شتات وعن نظام إلى تفرّق وعن أنس إلى وحشة وعن ائتلاف إلى اختلاف وعن محبّة إلى بغض وعن نصيحة وموالاة إلى غشّ و معاداة عصمنا الله من الإنتماء إلى كلّ اسم خالف الإسلام و السنّة.‘‘ انتهى
13)التعصّب لغير الحق: سواء كان هذا التعصّب لمذهب أو قبيلة أو حزب أو جماعة من الجماعات أو شخص أو غير ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:‘‘ ومن نصّب شخصا كائنا من كان فوالى و عاد على موافقته في القول والفعل فهو من الّذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا وليس لأحد أن يدعو إلى مقالة أو يعتقدها لكونها قول أصحابه بل لأنّها ممّا أمر به الله ورسوله عليه السّلام.‘‘ ولمّا سئل العلاّمة ابن العثيمين على هذه الجماعات الإسلامية الموجودة في السّاحة هل في النصّوص ما يدلّ على جوازها قال رحمه الله :‘‘ بل في النصّوص ما يدلّ على منعها قال الله تعالى:‘‘ولا تكون من المشركين من الّذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا كلّ حزب بما لديهم فرحون.‘‘
14)النّجوى بين المؤمنين: و ذلك أنّ المناجاة بين اثنين دون الثالث تفتح الباب للشّيطان وتبثّ الحزن و التوجّس قال سبحانه:‘‘ إنّما النّجوى من الشّيطان ليحزن الّذين آمنوا.‘‘
15)أهل النّفاق الّذين يندسّون بين صفوف المؤمنين: وذلك لإيقاع العداوة والبغضاء لأنّهم يحزنهم أن ترجع هذه الأمّة إلى دينها وتجتمع على مذهب سلفها الصالح فهم كما قال عز ّوجلّ:‘‘ لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلاّ خبالا ولو أوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمّاعون لهم.‘‘ يلبسون مسوح الضأن على قلوب الذّئاب يظهرون النّصح للأمّة وهم أعدى أعدائها قال الله تعالى:‘‘والّذين اتّخذوا مسجدا ضرارا وكفرا و تفريقا بين المؤمنين و إرصادا لمن حارب الله و رسوله من قيل و ليحلفنّ إن أردنا إلاّ الحسنى والله يشهد إنّهم لكاذبون.‘‘
إنّ سلامة الصّدر للمسلمين والبعد عن الشحناء والبغضاء مطلب عظيم كل صادق يتمناه ويودّ معرفة الطريق إليه ليكون ممن أثنى الله عليهم بقوله:‘‘ والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربّنا اغفر لنا و لإخواننا الّذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاّ للّذين امنوا ربّنا إنّك غفور رحيم.‘‘
- إنّ لسلامة الصّدر أسباب نسأل الله أن ييسّرها لنا بمنّه وكرمه منها:
1)الإخلاص: فمن أخلص دينه لله فإنّه لا يغضب إلاّ لله ولن يحمل في صدره لإخوانه إلاّ المحبّة الصّادقة يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم.
2)رضى العبد عن ربّه وامتلاء قلبه به: قال ابن القيم رحمه الله في الرضي:‘‘أنّه يفتح للعبد باب السّلامة فيجعل قلبه نقيا من الغشّ والدغل والغلّ ولا ينجو من عذاب الله إلا من آتى الله بقلب سليم ولذلك فمن لم يرض عن الله بل كان ساخطا فقلبه عن السّلامة بمنئ، فالحسد من ثمرات السخط ولذا قيل:إنّ الحاسد عدوّ نعمة الله عزّ وجلّ.‘‘ انتهى
3)قراءة القران وتدبّره: قال تعالى:‘‘ وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين.‘‘ وقال سبحانه:‘‘ يا أيّها النّاس قد جاءتكم موعظة من ربّكم وشفاء لما في الصدور.‘‘ فإنّ الّذي يتدبّر كتاب الله يجد فيه مصير البغي والشحناء والبغضاء وعاقبة المتقين المتحابين في الله تعالى كما في قصّة ابني آدم وقصّة يوسف عليه السّلام مع إخوته، وقد صدق من قال:‘‘لو سلمت قلوبنا ما شبعت من كلام الله.‘‘
4)الدعاء: فيدعو العبد ربّه أن يسلّم قلبه لإخوانه من أهل الإيمان:‘‘والّذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الّذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاّ للّذين أمنوا ربّنا إنّك غفور رحيم.‘‘ وكان النبيّ عليه الصّلاة والسّلام يدعو ربّه فيقول:‘‘ واسلل سخيمة قلبي. رواه أبو داود. وكذلك روي عن أحد السّلف كان يقول في دعائه: ‘‘اللّهم اجعلني سلما لأوليائك حربا على أعدائك‘‘.
5)صوم ثلاثة أيام من كل شهر: يقول عليه الصّلاة والسّلام:‘‘ألا أخبركم بما يذهب وحر الصّدر أي غّله صوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر.‘‘ رواه النّسائي
6)الإعتذار للإخوان وحسن الظنّ بهم: رأى عيسى عليه السّلام رجلا يسرق فقال: سرقت قال: كلاّ والله الّذي لا له إلا ّهو فقال عيسى عليه السّلام:آمنت بالله و كذبت عيني.‘‘وقال عمر رضي الله عنه:‘‘لا تظننّ بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا.‘‘ وقال بعضهم:‘‘المؤمن يطلب معاذير إخوانه والمنافق يطلب عثراتهم.‘‘
7)السّعي للإصلاح بين المؤمنين وإزالة ما بين الإخوان والأقارب من بغضاء: قال سبحانه:‘‘ لا خير في كثير من نجواهم إلاّّ من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين النّاس.‘‘
البعد عن الشحناء و سلامة الصدر لأهل الإسلام Icon_coolتعويد النّفس على الصفح والعفو في المواضع التي يحمد فيها ويحسن: مثال ذلك: أن يعتذر ممّن ظلمه في ماله أو عرضه آو بدنه حتى تسلم الصّدور وتزول الشحناء فإن لم يفعل ويتحلّل منه اليوم فإنّ الله يقتص للمظلوم من ظالمه في يوم لا تخفى منه خافية ‘‘وما ربّك بظلاّم للعبيد.‘‘

إلى الديّان يوم الحق نمضي ******** وعند الله تجتمع الخصوم
9) أن يوطّن الإنسان نفسه على حبّ الخير لأهل الإسلام: فيفرح إذا حصلت لإخوانه نعمة و يرجو أن يزيد خيرهم يقول عليه الصّلاة والسلاّم:‘‘لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه من الخير.‘‘
10) الهدية: لقوله عليه السلاّم:‘‘ تهادوا تحابوا.‘‘
11) إفشاء السّلام: يقول عليه الصّلاة والسلام:‘‘ :‘‘ لا تدخلوا الجنّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا ألا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحابّيتم أفشوا السّلام بينكم.‘‘
12) النّصيحة: قال بعض أهل العلم:‘‘ إذا رأيت من أخيه أمرا تكرهه أو خلة لا تحبها فلا تقطع حبله ولا تصرم ودّه ولكن داوي جرحه واستر عورته وأبقه وابرأ من عمله قال سبحانه لنبيّه صلى الله عليه وسلّم:‘‘ واخفض جناحك لمن اتبّعك من المؤمنين فان عصوك فقل إنّي بريء ممّا تعملون.‘‘ فلم يأمره بقطعهم وإنّما بالبراءة من عملهم السيّئ.‘‘ انتهى. فإذا أخطا أخ لك فلا تجعل ذلك في قلبك بل وصارحه فإنّ ترك مصارحة الصّاحب لصاحبه فيما يعاتبه به ممّا يزيد التفرّق والشتات و يذهب الألفة كما أنّه من كتم النّصيحة، فانصح له فقد يكون معذورا في فعله ويدري من الأمور ما لا تدري فلا حرج في النّصيحة والرّد على من وقع في خطأ وفي هذا الباب ينبغي التنبيه على أشياء مهمة منها:
ـ على المسلم أن يحسن نيته ويكون قصده إظهارالحق لاغير قال ابن القيّم رحمه الله:‘‘ومن الفروق بين الناصح والمؤنب أنّ الناصح لا يعاديك إن لم تقبل نصيحته بل يقول قد وقع أجري على الله قبلت أم لم تقبل و يدعو لك بظهر الغيب ولا يذكر عيوبك ولا يبيّنها للنّاس بخلاف المؤنب.‘‘انتهى
ـ أن يكون العتاب بين الأحبة بالحسنى واللفظ اللطيف فإنّه ممّا يقرب بين القلوب ويذهب الأحقاد و الضغائن، لذا فقد مدح قوم العتاب فقالوا:‘‘العتاب حدائق المتحابين ودليل على بقاء المودة.‘‘ فيحسن بالمرء إذا أراد أن يعاتب صاحبه أن يجعل له طريقا إلى الرجوع والمعاودة وذلك بالالتماس العذر فلا يغلق عليه بعتاب غليظ وجاف ثمّ يريد أن يعتذر منه، ألم تر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم لمّا جاءه المتخلفون عن غزوة تبوك أخذ بظاهرهم وقبل اعتذارهم ووكل سريرتهم إلى الله.فلنحذر من العتاب المفضي إلى القطيعة فينبغي للعاقل إذا عاتب أخاه أن يتلطف معه ولا يسبّه ويشتمه فيما عرفه عنه فإنّ من أخلاق اللؤم عند بعض النّاس إذا غضب على أخيه بشيء شتمه وسبّه وأظهر كلّ ما يعرفه عنه فقطع وصله وأثار ضغينته ولم يبق للصلح موضعا ولا سبيلا، وقد أحسن من قال:

واعرض عن أشياء لو شئت قلتها ******** ولو قلتها لم يبق للصلح موضعا
- فكل منا يرى في نفسه ما لا يرى في غيره فلو كان في حال عتابه لأخيه أظهر كلّ ما في مكنونه فهل يأمل أن ترجع الصحبة إلى موضعها في يوم من الأيّام؟ كلاّ والله فإنّ هذا الخلق يعمل به من أراد قطع صلته بصاحبه وليس من أراد تقريبها بعد انفلاتها. فالعاقل يميّز فإنّ رأى أنّ هذا الشخص مما يجدي معه النصح والعتاب فعل وإن رأى أنّه ممّا يفسد صحبته عليه أحجم عنه.
- الواجب على المسلم أن يقبل النّصيحة إذا كانت بحق وأن لا يستكبر على إتباع الهدى بل شعاره: ‘‘سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير.‘‘
- إنّ إخوان الصدق هم خير مكاسب الدنيا زينة في الرخاء وعدّة في الشدة والعاقل هو الّذي لا يفرّط في اكتسابهم فمن رزقه الله بأخ صالح ناصح فليتشبث به وليجعل المودة والألفة خير رباط بينها فال عمر رضي الله عنه:‘‘ إذا رزقك الله مودّة امرئ فتشبث به.‘‘ وقال عبد الله بن المبارك:‘‘ خير ما أعطي الرجل أخ ناصح يستشيره.‘‘
- فمن رزق الله بإخوان فليكن اتّساع صدره لهم طبيعته وسجيته وليعلم أنّ من طلب صديقا لا يزّل فقد طلب المحال ورام الوصول إلى مرتقي بعيد المنال.
- ومن أجل ذلك فقد عرف سلف الأمّة وعقلاؤها المتقدمون منزلة الأخوة والألفة فحثّوا عليها، وجعلوها وسيلة لإيناس الوحشة وتبديد التفّرد والانعزال قال علي رضي الله عنه:‘‘ الرجل بلا أخ كشمال بلا يمين.‘‘ وقال زياد:‘‘ خير ما اكتسب المرء الإخوان فإنهم معونة على حوادث الزمان، ونوائب الحدثان، وعون في السّراء والضراء.‘‘ وقال سليمان بن عبد الملك:‘‘ أكلت الطّيب ولبست اللّين وركبت الفاره فلم يبق من لذّاتي إلاّ صديقا أطرح مع مؤونة التحفّظ.‘‘
- هذا واعلموا أنّ من طمع باستكمال الأجر فليحب أخاه لصلاحه وقربه من ربّه لا طمعا في دنياه فمن أحبّه لذلك فقد استكمل الإيمان قال عليه الصّلاة والسّلام:‘‘أوثق عرى الإيمان الحبّ في الله والبغض في الله.‘‘
- فلنعمل على تنقية القلوب وطهارتها فإنّ القلب صغير والعمر قصير فلا نذهبهما بالأحقاد والضغائن فإنّ منتهى السّعادة في مراجعة القلب وتزكيته وتطهيره.
- أسال الله سبحانه أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجمعنا على محبته وابتغاء مرضاته وإتباع سنّة نبيّه وإقامة شرعه ودينه إنّه وليّ ذلك والقادر عليه، والحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسلام على سيّد المرسلين، و على آله و صحبه أجمعين
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الزهراء
" مشرفة اقسام "
البعد عن الشحناء و سلامة الصدر لأهل الإسلام Default5
الزهراء


عدد المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 07/09/2009

البعد عن الشحناء و سلامة الصدر لأهل الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: البعد عن الشحناء و سلامة الصدر لأهل الإسلام   البعد عن الشحناء و سلامة الصدر لأهل الإسلام I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 01, 2009 9:02 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا اخي علي موضوعك الرائع

جعله الله في ميزان حسناتك

ام عبد الرحمن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
البعد عن الشحناء و سلامة الصدر لأهل الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آداب النصيحة في الإسلام
» الطب الوقائي في الإسلام
» الطب الروحاني في الإسلام
» شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
» كتب شيخ الإسلام بن تيمية و تلميذه إبن القيم الجوزية....

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الموحدين الاسلامي  :: ** رواق التذكرة ** :: منتدى الأخلاق الاسلامية-
انتقل الى: