الزهراء " مشرفة اقسام "
عدد المساهمات : 265 تاريخ التسجيل : 07/09/2009
| موضوع: الجفاء بين الدعاة الجمعة أكتوبر 09, 2009 6:43 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الجفاء بين الدعاة
|
|
|
|
| |
إن مما يحزن الداعية في هذه الأيام كثرة الجفاء بين الأخوان والأصحاب فتجد أحدهم يجفو ويهجرمن له الفضل في هدايته وتربيته وصلاح أمره وتجد الأخر يجفو إخوانه وأقرانه فى الدعوة إلي الله الذين طالما جلس معهم فأفادوه وأفادهم . وإذا سألته ما هذا الجفاء رد عليك قائلاً{ الاخوة لا يقدرون _أمضيت سنين في الدعوة ولا أحد يبادر معي …… } إلى غيرها من الردود التي فيها انتصار للنفس وموافقة للطبع. لذا يجب أن تعلم أخي الجافي من إن الألفة والتالف والتآخي في الله من ثمرة حسن الخلق ولهذا مشاهد كثيرة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم منها قوله صلى الله عليه وسلم: { المؤمن إلفٌٌ مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف } رواه أحمد والطبرانى. نصيحتى لك أخي الجافى تتلخص فى عدة نقاط: 1- مصارحة إخوانك الذين تجفو عليهم بالتصرفات التي تصدر منهم وتضايقك واحرص أن تكون تلك المصارحة في إطار أدب النصيحة. 2- أن تعفو عن الزلات والهفوات واستمع إلى ما قاله الأمام أبو حامد الغزالى رحمه الله : (( وهفوة الصديق لا تخلو إما أن تكون في دينه بارتكاب معصية أو في حقك بتقصيره في الاخوة أما ما يكون فى الدين من ارتكاب معصية والإصرار عليها فعليك التلطف في نصحه بما يقوم عوده ويجمع شمله ويعيده إلى الصلاح والورع … أما تقصيره فى حقك الأولى العفو والاحتمال فقد قيل ينبغي أن تستنبط لزلة أخيك سبعين عذراً فإن لم يقبله قلبك فرد اللوم على نفسك فتقول: لقلبك ما أقساك يعتذر إليك أخوك سبـعين عذراً فلا تقبله فأنت المعيـب لا أخوك )) انتهى كلامه رحمه الله. يقول الأمام الشافعي : ولما عفوت ولم احقد على أحدٍ * * * أرحت نفسي من هم العداوات 3- يجب أن تعلم إن الناس أجناس وطبائع واخلاق فتجد بعضهم طبيعته الشده في التعامل والأخر كثير الكلام قليل العمل وغيرها من أصناف الناس التي قد تتعامل معهم لذا يجب أن تكون حذقاً فطناً تعرف التعامل معهم جميعاً وتكون محبوباً بينهم وإن لم تقدر على ذلك فلا تقصر في حقوق الأخوة ولا تنسى طلاقة الوجه : يقول الشاعر: الناس شتى إذا ما أنت أذقتهم * * * لا يستوون كما لا يستوي الشجر هذا لـه ثمر حـلو مـذاقه * * * وذاك ليـس له طـعم ولا ثمـر 4- أن تربى نفسك التربية الإيمانية التي تجعلك راقي الإحساس في التعامل مع ما قال الله عز وجل وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم . فلقد قال الله تعالى : { إنما المؤمنون أخوة } سورة الحجرات وقال الله عز وجل فى الحديث القدسي. (( المتحابون في جلالى لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء)) وقول النبي صلى الله عليه وسلم (( مثل المؤمنين في توادهم وترحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى من عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )) رواه مسلم. والحديث الآخر الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم(( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)) متفق عليه. والآيات والأحاديث واقوال الصالحين في ذلك كثيره ولكن تريد من يتلقى للتنفيذ. 5- أن تدعوا لإخوانك بظهر الغيب تدعوا لهم بالتوفيق والصلاح .تدعو لهم بدوام نعمة التآخي فى الله تدعوا لهم بما تحبه لنفسك. ودعائك لأخيك بظهر الغيب يؤكد محبتك الصادقة لأخيك وأعلم إن الدعاء بظهر الغيب من أسرع الدعوات إجابة قال صلى الله عليه وسلم: (( أسرع الدعاء إجابةً دعاء غائب لغائب)) رواه البخاري. وفى الختام هي دعوه إلى ترك الجفاء و الشحناء مع إخواننا وأحبابنا وما اجمل ما قاله الشافعي رحمه الله: إذا لم يكن صفوِ الودادِ طــبيعةً *** فلا خـير في خـلٍ يجيء تكلفا ولا خير في خلٍ يخون خـليلـه *** ويلقـاه من بعدالمـودة بالجفـا سلامُُ على الدنيـا إذا لم يكن بها** صديقُُ صدوقٌٌ صادق الوعدِ منصفا وصلى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
|
أختكم/ أم عبد الرحمن
|
|
| |
|