الزهراء " مشرفة اقسام "
عدد المساهمات : 265 تاريخ التسجيل : 07/09/2009
| موضوع: في رثاء امام أهل السنة والجماعة السبت ديسمبر 05, 2009 6:23 am | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد :
فهذه القصيدة تعد رثاء لإمام المسلمين ، وقدوة المحققين ، ودرة الفقهاء المدققين ، وتاج السلفيين ، ونادرة العلماء العاملين ، مفتي عام المملكة العربية السعودية ، سماحة الوالد العلامة الشيخ : عبد العزيز بن عبد الله بن باز نوّر الله ضريحه ورحمه رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
المرثية البازية
رأيت القلب يزداد اكتئاباً = وأحزاناً لنا أمست عذابا وفي الأحشاء نيران تلظى = وكم قد أَلهَبت قلبي التهابا إذا رُزئ الفتى بحديث إفكٍ = فيكفي أن يكون له مصابا فكيف إذا أتى خطبٌ جسيمٌ = يهز القلب والشم الصلابا
فقد نُبِّئت أن إمام عصري = لبارئـه وخالقـه أجـابا فساءت الكرام أذاك حقٌ = فإنَّ لكل حادثةٍ جوابا فقالوا كلهم بلسان حزنٍ = مضى ابن الباز حين صفا وطابا فإنَّ حوادث الأيام تترى = ويتبع بعضها بعضاً منابا يرقِّق بعضها بعضاً وتبدو = هنا فتنٌ فتصطخب اصطخابا يثيب الغم أقواماً ويأتي = له غمٌّ فينسى ما أثابا أيا عبد العزيز رأتك عيني = بهذا العام مخدوشاً مصابا
رأيتك في هزال الجسم تبدو = وظهرك منحنٍ يأبى انتصابا على الرجلين إن تمشي تُهادى = ضعيفاً حين تجتذب الرقابا تشحطت الدماء بكل عرقٍ = وإن سوادها يبدو خضابا فداخلني لذاك الأمر همٌ = وكم قلبي لمنظره استرابا ولكن بعدها سافرت عَوداً = إلى ذي الأرض أقترب اقترابا فلم ألبث بِها إلا يسيراً = فوافتني وفاة من استجابا لأمر الله والمقدور حقاً = فإنَّ لكل ذي أجلٍ كتابا
وإن الموت مكتوب علينا = وكم يأتي ويحدونا طلابا أتاه الموت حين أتاه صبحا = ليقرع في الدخول عليه بابا فأنشبت المنية كل ظفر = لتأخذ روح من في الله شابا ففي يوم الخميس أتت صباحاً = لتأخذ روح من لله تابا يعاني شدة السكرات حقاً = وحشرجةً وضيقاً واكتئابا تقٌعـقِعُ روحه فيضيق صدرٌ = وإنَّ لسانه بالذكر طابا
يحف الأقربون به فتجري = دموعهمُ وتنسكب انسكابا وعند خروج تلك الروح منه = رأيت لهم بكاءً وانتحابا على من قارب التسعين عاماً = وأفنى العمر صبراً واحتسابا فقال أحبة ألديك شعرٌ = يرتل ذكر أعلمنا كتابا؟ وقالوا لي بربك هات شعراً = يشيد به ويرفعه جنابا فقلت نعم فشعري حين يبدو = يكون به لساناً مستطابا
لذا استنفرت أوزاني وشعري = وكل قصيدة كانت شبابا فألفيت القصيد هنا حزيناً = وليس بأحرفي حرفٌ تصابى قوافي الشعر واجمةٌ حيارى = ومن حسراتها لبست حجاباً أيا عبد العزيز فدتك روحي = وأشعاري فقد كنت الشهابا وأوزاني بها تسعون كسراً = وأعظمها لَنَجمُكَ حين غابا فما شعراً أسطِّره ولكن = أسطر ذلك الدمع المذابا وفاتك ثلمةٌ في كل قلبٍ = لفقدك صار ينتحب انتحابا
وفاتك لوحة سوداء تبدو = كليلٍ كاسف سدل الحجابا أشاهد كل أرض الله ثكلى = وكل عمارةٍ أضحت خرابا أراني إن ذكرتك هاج حزني= ودمع العين ينسكب انسكابا بكتك جوانحي وبكاك قلبي = وفقدك صار يكوينا عذابا بكتك ضمائرٌ وكذا نفوسً = كأنك كنت توليها العتابا بكتك الطير والأغصان حزناً = كأنك كنت تسقيها الشرابا بكتك الأرض أوهاداً وسهلاً = كأنت للربا كنت السحابا
بكتك عوالم الدنيا وتبكي = منائرها وتضطرب اضطرابا وقد أضحى الحجاز حبيس حزنٍ = كذا نجدٌ غدت ترثي المصابا وكم تبدو الرياض بلا رياضٍ = كذلك مكة صارت يبابا كذاك الطائف الولهان أضحى = كسيف البال يعظمها مصابا بكاك الطفلُ في الأعياد حزناً = لأنك كنت تكسوه الثيابا بكى ذاك اليتيم عليك دمعاً = لأنك كنت تنسيه السغابا بكاك البذلُ والإحسان صدقاً = لأنك كنت ترفعه ركابا
بكاك الذكرُ للرحمن جهراً = لأنك كنت تُكثِرُه متابا بكاك العلمُ في الأمصار دهراً = لأنك كنت تنشره ثوابا بكاك المنهجُ السلفيُّ حقاً = لأنك كنت تسترضيه بابا بكى العلماءُ والأشياخ طراً = على من كان أفضلهم جنابا بكى الأدباءُ والشعراء شعراً = على من كان أجملهم خطابا بكى العبادُ والزهاد نثراً = على من كان مقبولاً مجابا رسائله إلى الحكام نصرٌ = لأن اللين يقدمها خطابا
بأوزاعيِّنا أضـحى شبيهاً = يقول الحق لا يخشى العقابا أيا شيخ الجزيرة يا ابن بازٍ = ويا من كنت في الدنيا مُهابا أتصبح بعد ذا في بطن أرضٍ = تُدَسَّ بِها وتفترش الترابا؟ أتصبح بعد ذا جسماً رميماً = وكنت بأمسنا رجلاً شبابا؟ بموتك تُظهِر الأحزاب عرساً = لأنك كنت تسقيها العذابا بموتك ترفع الأهواء رأساً = لأنك كنت تخفضها رقابا فنم نوع العروس حباك ربي = جنان الخلد تسكنها ثوابا
ونم نوع العروس جزاك ربي = ثماراً تلقى يانعة رطابا فإن فارقتنا فارقت أهلاً = وأوطانا وإخواناً صحابا فتلك معاهد التعليم أضحت = تُنكِّس رأسها حزناً غضابا وطلاب العلوم لهم بكاء = لفقدك حين قدمت الذهابا فقد كنت الفقيه وكنت حبراً = عظيم القدر مرفوعاً جنايا عَلِمتُك حافظاً ثبتًا إمامًا = وبراً ناصحاً تزكو ثيابا وللعلماء كنت أباً رحيماً = بِدُرِّ العلم مملوءٌ جرابا
أنادي كل من أضحى كسولاً = بهذا العلم لم يقرأ كتابا وفي سكراته لا ليس يدري = بأن لهذه الدنيا انقلابا فذا شيخ الجزيرة قد تولى = كبدر التمِّ حين بدا وغابا وألبانيُّنا أضـحى مريضاً = طريح الأرض لم يرفع جوابا وتدعوه المنون بكل حينٍ = فيوشك أن يفارقنا ذهابا ويعلم كل من بالأرض أنا = فقدنا حينها نجماً شهابا وهذا الوادعي غدا عليلاً = وبالأسقام يلتهب التهابا وكم تأتيه أخبار ابن بازٍ = فتحزنه وكم يجد اكتئابا
يداهمه السعال بكل وقتٍ = وفي ساعاته يلقى الصعابا أنزهد بعد ذا عن كل درسٍ = يقدِّم في العلوم المستطابا؟ أنطمع بد ذا في كل فلسٍ = وللدنيا نجدُّ لها طلابا؟ لهذا كم أنادي اليوم قومي = إلى علم نشق به العبابا ستعلم أيها الجافي كلامي = وتذرف بالدموع هنا سحابا إذا أباؤنا غابوا فإنا نكون = بعالم الدنيا سرابا إلهي فارحم الأموات منهم = وفي الأجداث ثبتهم جوابا
وأسكنهم غداً جنات عدن = لما فعلوا تكون لهم ثوابا كذلك واحفظ الأحياء منهم = وُرد بهم عن الحق الحرابا وأختم بالصلاة على رسول = رفيع القدر محمود جنابا
| |
|
الادارة "الأخ المدير العام"
عدد المساهمات : 103 تاريخ التسجيل : 28/07/2009
| موضوع: رد: في رثاء امام أهل السنة والجماعة السبت ديسمبر 05, 2009 6:38 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم وبعد حياك الله اخيتي وبارك لك في مقدمك ومسعاك وجعلك نورا يستضاء به فالحلاك ورحم الله العالم الرباني ,وتقبل رثاك وكيف لي ولك ان نأسى وما أدراك فلعل الشيخ الأن في جنة بين رياض وافلاك فلله يا اخية الحسبى فهو مولاي ومولاك والحمد لله الذي هدانا للحق واياك ثم الصلاة والسلام على الرسول , انباك أن المصائر الى الله منتهاي ومنتهاك
أخوكم : محمد ابن علي الجزائري والله المستعان | |
|