ملتقى الموحدين الاسلامي
حفظ اللّسان: الغيبة 10
مرحبا بك زائرنا الكريم .. ان ملتقى الموحدين الاسلامي ليسعد باستضافتك ، كما يتشرف بالتحاقك .. فلا تتردد
وكن حاملا من حملة لواء التوحيد ، وداعيا من دعاته .




.
ملتقى الموحدين الاسلامي
حفظ اللّسان: الغيبة 10
مرحبا بك زائرنا الكريم .. ان ملتقى الموحدين الاسلامي ليسعد باستضافتك ، كما يتشرف بالتحاقك .. فلا تتردد
وكن حاملا من حملة لواء التوحيد ، وداعيا من دعاته .




.
ملتقى الموحدين الاسلامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 حفظ اللّسان: الغيبة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو أيمن الجزائري
*مشرف رئيس*
*مشرف رئيس*



عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 14/09/2009
العمر : 54
الموقع : الاسلامية

حفظ اللّسان: الغيبة Empty
مُساهمةموضوع: حفظ اللّسان: الغيبة   حفظ اللّسان: الغيبة I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 01, 2009 8:44 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
- إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران/102]
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء/1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾. [الأحزاب/70، 71]
أما بعد، فان أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمّد، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
- لقد تأملت في حال ألسنتنا فوجدتها نار تحرق، وأفاعي تلدغ، ويا لها من ألسنة! تزرع الهموم، و تثمر الغموم، و تحصد الشرور، و تورث الحقد و الغلّ في الصدور.
- فشمّرت عن ساعد الجدّ، و رحت أغتنم الأوقات، و أستفيد من الدقائق و اللحظات -قدر استطاعتي وجهدي- من أجل أن أكتب ما استفدته من كلام أهل العلم في اللّسان، إرضاء لله سبحانه، ثمّ نصحا لنفسي و لإخواني المسلمين ، مبيّنا مخاطر اللّسان و شروره، وما يجرّه لصاحبه من الخسران المبين في الدنيا و الآخرة.

- ممّّا ينبغي التنبيه عليه أنّه من الأصول المقطوع بها في الإسلام وجوب صيانة اللّسان عن أذيّة أهل الإيمان ومن هنا فقد حرّم الإسلام كلّ ما يخالف هذا الأصل و من ذلك مرض خطير وداء فتّاك و معول هدّام سبب في تفرّق كثير من الإخوان ألا وهو داء الغيبة والتي حقيقتها ذكر مساوئ الإنسان وما يكرهه في غيبته قال عليه الصّلاة و السلام:‘‘أتدرون ما الغيبة؟ قالوا:الله ورسوله أعلم قال:ذكرك أخاك بما يكره قيل:أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال:إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته.‘‘ [رواه مسلم في كتاب البرّ و الصلة و الآداب، باب تحريم الغيبة(2589)، و أبو داود و الترمذي و أحمد و غيرهم.] قال ابن حجر رحمه الله في بيان الغيبة على التفصيل:‘‘ هي ذكر المرء بما يكره سواء كان في بدنه أو دينه أو دنياه أو نفسه أو ماله أو خلقه.‘‘ انتهى
- والغيبة التي هي حقيقتها كبيرة من كبائرالذّنوب والعصيان حكاه غير واحد من أهل العرفان، كابن حجر والقرطبيعليهما رحمة الرحمان.‘‘والإجماع على أنّها من الكبائر، وأنّه يجب التّوبة منها إلى الله تعالى.‘‘ (تفسير القرطبي لسورة الحجرات)
- إنّ الغيبة خصلة ذميمة تّنم عن ضعف الإيمان وسلاطة اللّسان وخبث الجنان، فما أكبر خطرها وما أعظم جرمها، يقول عليه الصّلاة والسّلام:‘‘يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتّبعوا عوراتهم فإنّه من تتبّع عورة مسلم تتبّع الله عورته ومن تتبّع الله عورته كشفه ولو في جوف بيته.‘‘[الترمذي(1655)وأبو داود(4083) وحسنّه الألباني <غاية المرام> (420).]هذا فيمن يتتبّع عورة مسلم من عامّة المسلمين فما بال إن كان هذا المسلم من أهل العلم و الفضل.
- فلنحذر من الوقوع في غيبة المسلمين والتشاجر على أعراض المؤمنين، فإنّ الغيبة خطيرة الضرر شنيعة الأثر يقول عليهالصّلاة والسّلام:‘‘ لما عرج بي رأيت أقوام لهم أظفار من نحاس يخدشون بها وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال:‘‘ هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم.‘‘ [رواه أحمد و أبو داود< صحيح سنن أبي داود 4082> و غيره انظر الصحيحة 533.] إنّها أظفار فاقت أظفار الوحوش الضّارية، ليزدادوا عذابا، جزاءا وفاقا على أفعالهم القبيحة وأعمالهم السيّئة. وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:‘‘الربا اثنان و سبعون بابا:أدناها إتيان الرجل أمّه، وإنّ أربى الرّبا استطالة الرجل في عرض أخيه.‘‘البخاري(1/26 ) ومسلم (1218) وغيرهما.
- الله أكبر! أين العقول ؟!
- الله أكبر! أين الإيمان الّذي يعمّر النّفوس؟!
لقد بلغ من عظيم الربا أن جعله الله الإيذان بالحرب على من يتعامل به.
إنّ أدنى الربا مثل إتيان الرجل أمّه، ولكن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه.
- أفلا تعقلون؟!
فاستطيلوا في أعراض إخوانكم، غيبة ونميمة،قدحا وانتقاصا، وانتهاكا.
- و لكن..... أين المفرّ؟!
- فينبغي الوقوف عند هذه النّصوص والتبصّر في مدلولاتها للسّلامة من شر اللّسان.
- وإنّ الخسارة الكبرى أن يبذل المسلم حسناته لغيره بذكر مساوئ إخوانه المسلمين والنيل في أعراضهم،فقد قيل لأحدهم إنّ فلانا قد اغتابك، فبعث إليه رطبا على طبق وقال له:‘‘ قد بلغني أنّك أهديت إلي من حسناتك فأردت أن أكافئك عليها فاعذرني فانّي لا أقدر أن أكافئك على التمّام.‘‘و روي عن الحسن البصري رحمه الله: أنّ رجلا قال له: إنّك تغتابني فقال:‘‘ما بلغ قدرك عندي أن أحكّمك في حسناتي.‘‘ ويروى عن عبد الله بن المبارك رحمه الله أنّه قال:‘‘لو كنت مغتابا لأحد لاغتبت والديّ لأنّهما أحق بحسناتي.‘‘
- وتزداد خطورة الغيبة ويعظم شرّها حينما يتّخذها المسلم سببا لنيل عرضا من عرض الدنيا وحطامها الفاني قال عليه الصّلاة والسّلام:‘‘ من أكل برجل مسلم أكلة فإنّ الله يطعمه مثلها من جهنّم ومن كسي ثوبا برجل مسلم فإنّ الله يكسوه مثلها من جهنّم.‘‘ فالواجب المحتّم على من سمع غيبة أخيه أن يردّها و يزجر قائلها بالمعروف فإن لم ينزجر فارق ذلك المجلس كما قال أهل العلم لقوله تعالى:‘‘وإذا سمعت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديث غيره وإمّا ينسينّك الشّيطان فلا تقعد بعد الذّكرى مع القوم الظّالمين.‘‘[الأنعام 68] يقول عليه الصّلاة والسّلام: ‘‘من ردّ عن عرض أخيه ردّ الله عن وجهه النّار يوم القيامة.‘‘[ رواه الترمذي و حسّنه، ووافقه الألباني في <غاية المرام 431 >]
- وهذا وقد ذكر أهل العلم مواضع تباح فيها الغيبة للضرورة إليها وهي: التظلم من ظالم ظلمه عند من يقدر إنصافه، في الإستفتاء، في النصيحة للمسلمين من شرّ ما، وفي إظهار المجاهر بفسق أو بدعة فيما يجاهر به لا بغيره، وفي التعريف فيمن لا يعرف إلاّ بوصف يتميّز به عن غيره لا على وجه التنقيص، وما أمكن البعد في هذه المواضع فهو من باب أولى إذا تحقّق المقصود بالتعريف والتلميح.
- ومن الأمور التي ينبغي مراعاتها عند الغيبة المباحة:
1) - لإخلاص الله في النيّة: فمن ذكر شخصا بشيء فيه، ولم يذكره إزالة لمنكر، وإنّما للنيل منه أو التنقيص، فهو آثم، كرجل كان يستشير آخر في أمر زواج، فقال ما فيه لا لإظهار الحق، وإنّما حسدا من عند نفسه لكيلا يوفّق في الزواج من تلك الفتاة، فهذا حرام وأمثال هذه الصّور كثيرة.
2) - أن تذكر أخاك بما فيه، إن كان في ذلك تحقيق مصلحة من المصالح، ولا تفتح لنفسك الباب لتذكر العيوب الأخرى.
3) - التأكّد أنّ من وراء هذه الغيبة لا تتحقّق مفسدة أكثر من الفائدة، ولا تفتح فتنة تضرّ المسلمين.
- وعلى المغتاب التوبة إلى الله والتحلّل ممّن اغتابه فإن خشي حصول مفسدة من هذا فإنّه يتجنّبه ويكتفي بالدعاء له وذكر محاسنه وفضائله في المواضع التي كان يغتابه فيها. قال ابن كثير رحمه الله في تفسير سورة الحجرات:‘‘......وقال آخرون:‘‘ لا يشترط أن يتحلّله، فإنّه إذا أعلمه بذلك، ربّما تأذّى أشذّ ممّا لم يعلمه بما كان فيه.‘‘ و تعليقا على كلام النووي رحمه الله (قال العلماء.......وإن كان غيبة استحلّ منه) قال العلاّمة الألباني رحمه الله:‘‘هذا إن لم يترتّب على الإستحلال نفسه مفسدة أخرى فالواجب حينئذ الإكتفاء بالدّعاء له.‘‘
- فلنتقي الله في أنفسنا ولنكفّ ألسنتنا عن الكلام في إخواننا، ولنعلم أنّ من سعادة المسلم وتمام توفيقه أن يحفظ نفسه كلّ وقت وحين عمّا يسخط الله عز ّوجلّ، وأن يكّفّ جوارحه عن المنهيات ويصونها عن المحرّمات متذكرا قول المولى سبحانه:‘‘ ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد.‘‘ وقوله جلاّ وعلا:‘‘ إنّ السمع والبصر والفؤاد كلّ ذلك كان عنه مسؤولا.‘‘ منزجرا بقوله تعالى:‘‘إنّ ربّك لبا لمرصاد.‘‘
- ومن هنا قرّر الإسلام أنّه يجب على كلّ مكلّف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلاّ كلاما تظهر فيه مصلحته وأنّه لا يجوز للمسلم أن يطلق هذه الجارحة فيما يغضب الله سبحانه بالشّتم واللّعن، و الاستهزاء والسّخرية, والكذب واللّغو والزّور، والغيبة والنّميمة، سأل أبو موسى الأشعريّ رضي الله عنه النبيّ عليه الصّلاة والسّلام عن أيّ المسلمين أفضل فقال:‘‘ من سلم المسلمون من لسانه ويده.‘‘
- فالحذر من إطلاق اللّسان فيما لا يحلّ ويحرم قال عليه الصلاة والسّلام:‘‘من وقاه الله شرّ ما بين لحييه وشرّ ما بين رجله دخل الجنّة. فاللّسان هو الأصل الّذي تبنى عليه استقامة الجوارح أو اعوجاجها يقول عليه الصّلاة والسّلام:‘‘إذا أصبح ابن آدم فإنّ الأعضاء كلّها تكفّر اللّسان تقول:‘‘ اتّق الله فينا إنّما نحن بك فان استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا.‘‘ فمن أصول النّجاة حبس اللّسان عن اللّغو والفّحش والعصيان، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال:‘‘قلت يا رسول الله ما النّجاة قال:‘‘أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابكي على خطيئتك.‘‘
- وفي مدرسة النّبوة المحمّدية التي عاش فيها الصحابة الكرام رضوان الله عليهم دروس وتوجيهات مهمّة قال ابن مسعود رضي الله عنه:‘‘ ما من شيء أحق بطول السّجن من اللّسان.‘‘ ووقف رضي الله عنه ذات يوم على الصفا فجعل يخاطب لسانه و يقول:‘‘يا لسان قل خيرا تغنم أو اسكت تسلم و إلاّ سوف تندم.‘‘
إنّ اللّسان ثلم صغير و له جرم كبير كما قيل في المثل
فكم ندمت على ما كنت قد قلت به وما ندمت على ما لم أكن أقل
- يقول العلماء:‘‘متى استوي الكلام وتركه في المصلحة وتحقيقها فالسنّة الإمساك عنه لأنّه قد يجرّه الكلام المباح إلى مكروه أو محرّم و هذا.‘‘ هوالغالب في العادة يقول عليه الصلاة والسّلام:‘‘من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت.‘‘ قال النووي رحمه الله:‘‘ فهذا الحديث المتفق على صحّته نصّ صريح في أنّه لا ينبغي أن يتكلّم الإنسان إلاّ إذا كان الكلام خيرا وهو الّذي تظهر فيه مصلحته و متى شكّ في ظهور المصلحة فلا يتكلّم.‘‘ انتهى
- فلنحذر من فلتات اللّسان ومن عدّ كلامه من عمله المسؤول قلّ كلامه فيما لا يعنيه، فاللّسان كما قال أحدهم مثل السّبع إن لم توثقه عدا عليك، فكم من كلمة خرجت من فيه الإنسان لا يفكّر فيها أحلال هي أم حرام زجّت به في النّار والعياذ بالله، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:‘‘إنّ الرّجل ليتكلّم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بال فتهوي به في النّار سبعين خريفا.‘‘ وتحسبونه هيّنا وهو عند الله عظيم.‘‘ وقال عزّ وجلّ:‘‘ قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون والّذين هم عن اللّغو معرضون.‘‘
- نسأل الله سبحانه أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه،

- وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ الله أستغفرك و أتوب إليك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حفظ اللّسان: الغيبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علاج الغيبة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الموحدين الاسلامي  :: ** رواق التذكرة ** :: منتدى الأخلاق الاسلامية-
انتقل الى: